الخميس، 14 يناير 2021

تخيل كأنك في الجنة وتشاهد أهل النار من بعيد .. شاهد ماذا سيحدث في 7 دقائق ؟

تخيل كأنك في الجنة وتشاهد أهل النار من بعيد .. شاهد ماذا سيحدث في 7 دقائق ؟ 

 

 

وصف الجنة ونعيمها


 

الجنة كما ورد في وصفها لا مثيل لها، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجةوزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرةما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قالقلنا يا رسول اللَّهمم خُلقت الجنة؟ قال: )من الماء “قلناأخبرنا عن بناء الجنة؟ قال: )لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطهاأي طينها، المسك الأذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه.” وصدق الله حيث يقول: إذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار. 

وأبواب الجنةثمانية، يدخل منها المؤمنون كما تدخل الملائكة، باب من الأبواب يسمى الريان وهو خاص بالصائمين لا يدخل منه غيرهموهناك باب للمكثرين من الصلاة، وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي ينفق زوجين في سبيل الله يدعى من أبواب الجنة الثمانية، وأيضا الذي يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يرفع بصره إلى السماء فيقولأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها يشاء، وهناك باب خصه الله تعالى لمن لا حساب عليهم وهو باب الجنة الأيمنوتفتح أبواب الجنة كافة في رمضان، وفي الأحاديث ذكر أن ما بين المصرا

عين من كل باب مسيرة أربعين سنة. 

وللجنة أنهار وعيون وأشجار وقصور ونور وريح، أما أنهار الجنة فحدثنا عنها الرسول الكريم حين قال أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران، وهما النيل والفرات، ونهران باطنان هما نهران في الجنةومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء واللبن والخمر والعسل المصفى وأما عيون الجنة فعين الكافور، وعين التسنيم، وهناك عين تسمى السلسبيل. 

والجنة ليس فيها ليل ونهار، وإنما هو نور دائم أبداويقول ابن تيمية في هذا الموضوع الجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل

 ولا نهار، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش) وريح الجنة عبقة زكية تملأ جنباتها، وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسيرة أربعين عاما وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، سدرة المنتهى، وهذه ذكرت في محكم التنزيلوشجرة الطوبىوهذه شجرة عظيمة كبيرة تصنع ثياب أهل الجنة وسيد ريحان الجنة الحناء وسيقان أشجار الجنة من ذهب. 

عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قالإن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ولا يقطعها، اقرءوا إن شئتم “وَظِلٍّ مَمْدُودٍ” وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرؤوا إن شئتم “فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ الآيةولموضع سوط في الجنة خيرُ من الدنيا وما فيها، اقرؤوا إن شئتم “فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ. 

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قالإن في الجنة حوراء يقال لها لعبة خلقت من أربعة أشياءمن المسك والعنبر والكافور والزعفران، وعجن طينها بماء الحيوان، فقال لها العزيز كوني فكانت، وجميع الحور عشاق لها، ولو بزقت في البحر بزقة لعذب ماء البحر، مكتوب على نحرهامن أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي. 

وقال مجاهدأرض الجنة من فضة وترابها مسك وأصول شجرها فضة وأغصانها لؤلؤ وزبرجد والورق والثمر تحت ذلك، فمن أكل قائماً لم يؤذه ومن أكل جالساً لم يؤذه، ومن أكل مضطجعاً لم يؤذه )ثم قرأ وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً يعني قربت ثمرتها حتى ينالها القائم والقاعد. 

وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قالوالذي أنزل الكتاب على محمد صلى اللَّه عليه وسلم إن أهل الجنة ليزدادون جمالاً وحسناً كما يزدادون في الدنيا هرماً). 

وعن صهيب أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند اللَّه موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا وأدخلنا الجنة وأخرجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالذي نفسي بيده ما أعطاهم شيئاً هو أحب إليهم من النظر إليه. 

وروى أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلميا جبريل ما هذه المرآة البيضاء؟ قال:هذه الجمعة وهذه النكتة السوداء الساعة التي تقوم في الجمعة قد فضلت أنت بها وقومك على من كان قبلك، فالناس لكم فيها تبعيعني اليهود والنصارى، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يسأل اللَّه تعالى من خير إلا استجاب اللَّه له ولا يستعيذه من شر إلا أعاذه منهقالوهي عندنا يوم المزيدقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلموما يوم المزيد؟ قال : إن ربك اتخذ وادياً في الفردوس فيه كثيب من مسك فإذا كان يوم الجمعة حفت بمنابر من نور عليها النبيون، وحفت بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الصديقون والشهداء والصالحون، وينزل أهل الغرف فيجلسون من ورائهم على ذلك الكثيب، فيجتمعون إلى ربهم فيحمدونه ويثنون عليه فيقول اللَّه تعالى لهمسلوني؟ فيقولوننسألك الرضا، فيقولقد رضيت عنكم رضاءً أحلكم داري وأنيلكم كرامتي، فيتجلى لهم حتى يرونه فليس يوم أحب إليهم من يوم الجمعة لما يزيدهم من الكرامة. 

وروى في خبر آخرإن اللَّه تعالى يقول لملائكتهأطعموا أوليائي، فيؤتى بألوان الأطعمة فيجدون لكل لقمة لذة غير ما يجدون للأخرى، فإذا فرغوا من الطعام يقول اللَّه تعالى لهماسقوا عبادي، فيؤتى بأشربة فيجدون لكل نفس لذة بخلاف الأخرى، فإذا فرغوا يقول اللَّه تعالى لهمأنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسألوني أعطكم؟ قالواربنا نسألك رضوانك مرتين أو ثلاثاً، فيقولقد رضيت عنكم ولدي المزيد، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله فيكشف الحجاب فينظرون إليه ما شاء الله، فيخرون له سجداً فكانوا في السجود ما شاء الله، ثم يقول لهم ارفعوا رؤوسكم ليس هذا موضع عبادة، فينسون كل نعمة كانوا فيها، ويكون النظر أحب إليهم من جميع النعم، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش على تل من مسك أبيض فينثر ذلك على رؤوسهم ونواصي خيولهم، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرونهم أزواجهم في الحسن والبهاء أفضل مما تركوهن فيقول لهم أزواجهمإنكم قد رجعتم على أحسن ما كنتم). 

وقال عكرمةأهل الجنة كأمثال أولاد ثلاث وثلاثين سنة رجالهم ونساؤهم، والقامة ستون ذراعاً على قامة أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام، شباب جرد مرد مكحولون عليهم سبعون حلة تتلون كل حلة في كل ساعة سبعين لوناً فيرى وجهه في وجههايعني في وجه زوجته، وفي صدرها وفي ساقها وترى هي وجهها في وجهه وصدره وساقه، ولا يبزقون ولا يتمخطون وما كان فوق ذلك من الأذى فهو أبعد)وروي في الخبر أنه لو اطلعت امرأة من أهل الجنة كفها من السماء لأضاءت ما بين السماء والأرض). 

وعن زيد بن أرقم قالجاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقاليا أبا القاسم أتزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ فقالنعم والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع” قالفإن الذي يأكل ويشرب ويكون له حاجة والجنة طيبة ليس فيها أذى قالحاجة أحدهم عرق هو كريح المسك. 

وعن أبي الأشرس عن معتب بن سمى في قول اللَّه تعالى طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ قالطوبى شجرة في الجنة، ليس في الجنة داراً لا يظلها غصن من أغصانها فيه ألوان الثمار، ويقع عليها طير كأمثال البخت فإذا اشتهى أحدهم طيراً دعاه فوقع على خوانه وأكل من أحد جانبيه قديداً ومن الآخر شواء ثم يعود طيراً فيذهب). 

وروي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قالأول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك على منازل لا يبولون ولا يتغوطون ولا يبزقون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب ومحامرهم الألوةأي العودورشحهم المسك وأخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام ستون ذراعاً. 

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قالقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلمإن أهل الجنة شبان جرد مرد ليس لهم شعر إلا في الرأس والحاجبين وأهداب العينين يعني ليس لهم شعر عانة ولا شعر إبط، طول آدم ستون ذراعاً، على مولد عيسى ابن مريم ثلاثة وثلاثين سنة، بيض الألوان خضر الثياب يضع أحدهم مائدة بين يديه فيقبل طائر فيقول يا ولي اللَّه أما إني قد شربت من عين السلسبيل ورعيت من رياض الجنة تحت العرش وأكلت من ثمار كذا طعم أحد الجانبين مطبوخ وطعم الجانب الآخر مشوي، فيأكل منها ما شاء وعلى الولي سبعون حلة ليس فيها حلة إلا على لون آخر، في أصابعهم عشرة خواتيم كتب على الأول “سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ” وفي الثاني “ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ” وفي الثالث “تِلْكُمْ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” وفي الرابعرفعت عنكم الأحزان والهموموفي الخامسألبسناكم الحلي والحللوفي السادسزوجناكم الحور العينوفي السابع: “وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” وفي الثامنوافقتم النبيين والصديقينوفي التاسعصرتم شباباً لا تهرمونوفي العاشرسكنتم في جوار من لا يؤذي الجيران. 

فمن أراد أن ينال هذه الكرامات فعليه أن يداوم على خمسة أشياء: 

أولهاأن يمنع نفسه من جميع المعاصي قال اللَّه تعالىوَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الهَوَى، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى. 

والثانيأن يرضى باليسير من الدنيا لأنه روي في الخبر أن ثمن الجنة ترك الدنيا). 

والثالثأن يكون حريصاً على الطاعات فيتعلق بكل طاعة لعلها تكون سبباً للمغفرة ووجوب الجنة قال اللَّه تعالىوَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وفي آية أخرى جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وإنما ينالون ما ينالون بالاجتهاد في الطاعات. 

والرابعأن يحب الصالحين وأهل الخير ويخالطهم ويجالسهم فإن واحداً منهم إذا غفر له يشفع لأصحابه وإخوانه كما روي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قالأكثر الإخوان فإن لكل أخ شفعة يوم القيامة. 

والخامسأن يكثر الدعاء ويسأل اللَّه تعالى أن يرزقه الجنة وأن يجعل خاتمته إلى خير. 

وقال بعض الحكماءالركون إلى الدنيا مع ما يعاين من الثواب جهل، وإن ترك الجهد في الأعمال بعدما عرف ثوابه عجز، وإن في الجنة راحة ما يجدها إلا من لم يكن له في الدنيا راحة، وفيها غنى لا يجده إلا من ترك فضول الدنيا وأقتصر على اليسير من الدنيا). 

وذكر عن بعض الزهاد أنه كان يأكل بقلاً وملحاً من غير خبز، فقال له رجلقد اقتصرت على هذا ؟ فقال إني إنما جعلت الدنيا للجنة وأنت جعلت الدنيا للمزبلةيعني تأكل الطيبات فتصير إلى المزبلة، وإني لآكل لإقامة الطاعة لعلي أصير إلى الجنة). 

وذكر عن إبراهيم بن أدهم رحمه اللَّه تعالى أنه أراد أن يدخل الحمام فمنعه صاحب الحمام وقاللا تدخل إلا بالأجرة، فبكى إبراهيم وقالاللهم لا يؤذن لي أن أدخل بيت الشياطين مجاناً فكيف لي بالدخول بيت النبيين والصديقين مجاناً). 

وذكر أن في بعض ما أنزل اللَّه تعالى على بعض أنبيائه عليهم الصلاة والسلاميا ابن آدم تشتري النار بثمن غالٍ ولا تشتري الجنة بثمن رخيص)، وتفسير ذلك أن فاسقاً لو أراد أن يتخذ ضيافة للفساق فربما ينفق فيها المائة أو المائتين ويخف عليه ذلك فهو يشتري النار بثمن غالٍ، ولو أنه اتخذ ضيافة لأجل اللَّه تعالى بدرهم أو درهمين فيدعو إليها بعض المحتاجين لثقل عليه ذلك فيكون ذلك ثمن الجنة. 

وروي عن أبي حازم أنه قاللو كانت الجنة لا يدخل فيها أحد إلا بترك جميع ما يحب من الدنيا لكان يسيرا في جانبها ولو كانت النار لا ينجو منها إلا بتحمل جميع ما يكره لكان يسيرا في جانبها، فكيف وقد تدخل الجنة بترك جزء من ألف جزء مما تحب وقد تنجو من النار بتحمل جزء من ألف مما تكره). 

قال يحيى بن معاذ الرازيترك الدنيا شديد وترك الجنة أشد منه وإن مهر الجنة ترك الدنيا). 

وعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال من يسأل اللَّه تعالى الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النارفنسأل اللَّه تعالى أن يجيرنا من النار وأن يدخلنا الجنة، وأن لا يحرمنا من لذة النظر إلى وجهه الكريم مع الوجوه الناضرة الناظرة، ولو لم يكن في الجنة سوى لقاء الإخوان واجتماعهم لكان هنيئاً طيباً فكيف وفيها ما فيها من فنون الكرامات. 

وروي عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قالإن في الجنة أسواقاً لا شراء فيها ولا بيع يجتمعون فيها حلقاً حلقاً يتذاكرون كيف كانت الدنيا وكيف كانت عبادة الرب، وكيف كان فقراء أهل الدنيا وأغنياؤها، وكيف كان الموت وكيف صرنا بعد طول البلى إلى الجنة. 

وروى ثقات عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قاليرد الناس جميعاً الصراط وورودهم قيامهم حول النار ثم يمرون على الصراط بأعمالهم، فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل الريح ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إذا أخرهم رجل يمر على موضع إبهامي قدميه ثم يتكفأ به الصراط، والصراط دحض منزلة حده كحد السيف، عليه حسك كحسك القتاد، على حافتيه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس فمن بين مار ناج ومن بين مخدوش ناج ومن بين مكدوش في النار، والملائكة يقولون رب سلم سلم، فيمر رجل وهو آخر أهل الجنة دخولاً فإذا جاز الصراط رفع له باب من الجنة فلا يرى له في الجنة مقعداً فإذا نظر إليها قالرب أنزلني ههنا فيقول لهفلعلك إن أنزلتك هنا تسألني غيره فيقوللا وعزتك، فينزله، ثم يرفع له في الجنة منازل فيتحاقر إليه ما أعطي مما يرى فيقولرب أنزلني هناك، فيقولفلعلك إن أنزلتك هنا أن تسألني غيره، فيقوللا وعزتك، فينزله، ثم يرفع له في الجنة حتى الرابعة، فإذا كانت الرابعة رفع له فيتحاقر إليه كل شيء أعطي فيسكت فلا يسأل شيئاً؛ فيقولله ألا تسأل؟ فيقولسألت حتى استحييت، فيقول اللَّه تعالىلك مثل الدنيا وعشرة أمثالها فهذا هو أوضع أهل الجنة منزلاً. 

قال عبد اللَّه بن مسعودكان النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يتحدث بذلك إلا ضحك حتى بدت نواجذه. 

وروي في الخبر أن نساء أهل الدنيا من جعل منهن في الجنة يفضلون على الحور العين بأعمالهم في الدنيا) قال اللَّه تعالى إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً، عُرُباً أَتْرَاباً، لأَصْحَابِ اليَمِينِ.‏ 

تخيل كأنك في الجنة وتشاهد أهل النار من بعيد .. شاهد ماذا سيحدث في 7 دقائق ؟ 

 

 

وصف الجنة ونعيمها


 

الجنة كما ورد في وصفها لا مثيل لها، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجةوزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرةما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قالقلنا يا رسول اللَّهمم خُلقت الجنة؟ قال: )من الماء “قلناأخبرنا عن بناء الجنة؟ قال: )لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطهاأي طينها، المسك الأذفر وترابها الزعفران وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، ومن يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه.” وصدق الله حيث يقول: إذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار. 

وأبواب الجنةثمانية، يدخل منها المؤمنون كما تدخل الملائكة، باب من الأبواب يسمى الريان وهو خاص بالصائمين لا يدخل منه غيرهموهناك باب للمكثرين من الصلاة، وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الذي ينفق زوجين في سبيل الله يدعى من أبواب الجنة الثمانية، وأيضا الذي يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يرفع بصره إلى السماء فيقولأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها يشاء، وهناك باب خصه الله تعالى لمن لا حساب عليهم وهو باب الجنة الأيمنوتفتح أبواب الجنة كافة في رمضان، وفي الأحاديث ذكر أن ما بين المصرا

عين من كل باب مسيرة أربعين سنة. 

وللجنة أنهار وعيون وأشجار وقصور ونور وريح، أما أنهار الجنة فحدثنا عنها الرسول الكريم حين قال أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران، وهما النيل والفرات، ونهران باطنان هما نهران في الجنةومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء واللبن والخمر والعسل المصفى وأما عيون الجنة فعين الكافور، وعين التسنيم، وهناك عين تسمى السلسبيل. 

والجنة ليس فيها ليل ونهار، وإنما هو نور دائم أبداويقول ابن تيمية في هذا الموضوع الجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل

 ولا نهار، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قبل العرش) وريح الجنة عبقة زكية تملأ جنباتها، وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسيرة أربعين عاما وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام، سدرة المنتهى، وهذه ذكرت في محكم التنزيلوشجرة الطوبىوهذه شجرة عظيمة كبيرة تصنع ثياب أهل الجنة وسيد ريحان الجنة الحناء وسيقان أشجار الجنة من ذهب. 

عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قالإن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ولا يقطعها، اقرءوا إن شئتم “وَظِلٍّ مَمْدُودٍ” وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرؤوا إن شئتم “فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ الآيةولموضع سوط في الجنة خيرُ من الدنيا وما فيها، اقرؤوا إن شئتم “فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ. 

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه قالإن في الجنة حوراء يقال لها لعبة خلقت من أربعة أشياءمن المسك والعنبر والكافور والزعفران، وعجن طينها بماء الحيوان، فقال لها العزيز كوني فكانت، وجميع الحور عشاق لها، ولو بزقت في البحر بزقة لعذب ماء البحر، مكتوب على نحرهامن أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي. 

وقال مجاهدأرض الجنة من فضة وترابها مسك وأصول شجرها فضة وأغصانها لؤلؤ وزبرجد والورق والثمر تحت ذلك، فمن أكل قائماً لم يؤذه ومن أكل جالساً لم يؤذه، ومن أكل مضطجعاً لم يؤذه )ثم قرأ وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً يعني قربت ثمرتها حتى ينالها القائم والقاعد. 

وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قالوالذي أنزل الكتاب على محمد صلى اللَّه عليه وسلم إن أهل الجنة ليزدادون جمالاً وحسناً كما يزدادون في الدنيا هرماً). 

وعن صهيب أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالإذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند اللَّه موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون ما هو؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا وأدخلنا الجنة وأخرجنا من النار؟ قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالذي نفسي بيده ما أعطاهم شيئاً هو أحب إليهم من النظر إليه. 

وروى أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلميا جبريل ما هذه المرآة البيضاء؟ قال:هذه الجمعة وهذه النكتة السوداء الساعة التي تقوم في الجمعة قد فضلت أنت بها وقومك على من كان قبلك، فالناس لكم فيها تبعيعني اليهود والنصارى، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يسأل اللَّه تعالى من خير إلا استجاب اللَّه له ولا يستعيذه من شر إلا أعاذه منهقالوهي عندنا يوم المزيدقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلموما يوم المزيد؟ قال : إن ربك اتخذ وادياً في الفردوس فيه كثيب من مسك فإذا كان يوم الجمعة حفت بمنابر من نور عليها النبيون، وحفت بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الصديقون والشهداء والصالحون، وينزل أهل الغرف فيجلسون من ورائهم على ذلك الكثيب، فيجتمعون إلى ربهم فيحمدونه ويثنون عليه فيقول اللَّه تعالى لهمسلوني؟ فيقولوننسألك الرضا، فيقولقد رضيت عنكم رضاءً أحلكم داري وأنيلكم كرامتي، فيتجلى لهم حتى يرونه فليس يوم أحب إليهم من يوم الجمعة لما يزيدهم من الكرامة. 

وروى في خبر آخرإن اللَّه تعالى يقول لملائكتهأطعموا أوليائي، فيؤتى بألوان الأطعمة فيجدون لكل لقمة لذة غير ما يجدون للأخرى، فإذا فرغوا من الطعام يقول اللَّه تعالى لهماسقوا عبادي، فيؤتى بأشربة فيجدون لكل نفس لذة بخلاف الأخرى، فإذا فرغوا يقول اللَّه تعالى لهمأنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسألوني أعطكم؟ قالواربنا نسألك رضوانك مرتين أو ثلاثاً، فيقولقد رضيت عنكم ولدي المزيد، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله فيكشف الحجاب فينظرون إليه ما شاء الله، فيخرون له سجداً فكانوا في السجود ما شاء الله، ثم يقول لهم ارفعوا رؤوسكم ليس هذا موضع عبادة، فينسون كل نعمة كانوا فيها، ويكون النظر أحب إليهم من جميع النعم، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش على تل من مسك أبيض فينثر ذلك على رؤوسهم ونواصي خيولهم، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرونهم أزواجهم في الحسن والبهاء أفضل مما تركوهن فيقول لهم أزواجهمإنكم قد رجعتم على أحسن ما كنتم). 

وقال عكرمةأهل الجنة كأمثال أولاد ثلاث وثلاثين سنة رجالهم ونساؤهم، والقامة ستون ذراعاً على قامة أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام، شباب جرد مرد مكحولون عليهم سبعون حلة تتلون كل حلة في كل ساعة سبعين لوناً فيرى وجهه في وجههايعني في وجه زوجته، وفي صدرها وفي ساقها وترى هي وجهها في وجهه وصدره وساقه، ولا يبزقون ولا يتمخطون وما كان فوق ذلك من الأذى فهو أبعد)وروي في الخبر أنه لو اطلعت امرأة من أهل الجنة كفها من السماء لأضاءت ما بين السماء والأرض). 

وعن زيد بن أرقم قالجاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقاليا أبا القاسم أتزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟ فقالنعم والذي نفسي بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع” قالفإن الذي يأكل ويشرب ويكون له حاجة والجنة طيبة ليس فيها أذى قالحاجة أحدهم عرق هو كريح المسك. 

وعن أبي الأشرس عن معتب بن سمى في قول اللَّه تعالى طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ قالطوبى شجرة في الجنة، ليس في الجنة داراً لا يظلها غصن من أغصانها فيه ألوان الثمار، ويقع عليها طير كأمثال البخت فإذا اشتهى أحدهم طيراً دعاه فوقع على خوانه وأكل من أحد جانبيه قديداً ومن الآخر شواء ثم يعود طيراً فيذهب). 

وروي عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قالأول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك على منازل لا يبولون ولا يتغوطون ولا يبزقون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب ومحامرهم الألوةأي العودورشحهم المسك وأخلاقهم على خلق رجل واحد، على طول أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام ستون ذراعاً. 

وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قالقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلمإن أهل الجنة شبان جرد مرد ليس لهم شعر إلا في الرأس والحاجبين وأهداب العينين يعني ليس لهم شعر عانة ولا شعر إبط، طول آدم ستون ذراعاً، على مولد عيسى ابن مريم ثلاثة وثلاثين سنة، بيض الألوان خضر الثياب يضع أحدهم مائدة بين يديه فيقبل طائر فيقول يا ولي اللَّه أما إني قد شربت من عين السلسبيل ورعيت من رياض الجنة تحت العرش وأكلت من ثمار كذا طعم أحد الجانبين مطبوخ وطعم الجانب الآخر مشوي، فيأكل منها ما شاء وعلى الولي سبعون حلة ليس فيها حلة إلا على لون آخر، في أصابعهم عشرة خواتيم كتب على الأول “سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ” وفي الثاني “ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ” وفي الثالث “تِلْكُمْ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” وفي الرابعرفعت عنكم الأحزان والهموموفي الخامسألبسناكم الحلي والحللوفي السادسزوجناكم الحور العينوفي السابع: “وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ” وفي الثامنوافقتم النبيين والصديقينوفي التاسعصرتم شباباً لا تهرمونوفي العاشرسكنتم في جوار من لا يؤذي الجيران. 

فمن أراد أن ينال هذه الكرامات فعليه أن يداوم على خمسة أشياء: 

أولهاأن يمنع نفسه من جميع المعاصي قال اللَّه تعالىوَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الهَوَى، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى. 

والثانيأن يرضى باليسير من الدنيا لأنه روي في الخبر أن ثمن الجنة ترك الدنيا). 

والثالثأن يكون حريصاً على الطاعات فيتعلق بكل طاعة لعلها تكون سبباً للمغفرة ووجوب الجنة قال اللَّه تعالىوَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وفي آية أخرى جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وإنما ينالون ما ينالون بالاجتهاد في الطاعات. 

والرابعأن يحب الصالحين وأهل الخير ويخالطهم ويجالسهم فإن واحداً منهم إذا غفر له يشفع لأصحابه وإخوانه كما روي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قالأكثر الإخوان فإن لكل أخ شفعة يوم القيامة. 

والخامسأن يكثر الدعاء ويسأل اللَّه تعالى أن يرزقه الجنة وأن يجعل خاتمته إلى خير. 

وقال بعض الحكماءالركون إلى الدنيا مع ما يعاين من الثواب جهل، وإن ترك الجهد في الأعمال بعدما عرف ثوابه عجز، وإن في الجنة راحة ما يجدها إلا من لم يكن له في الدنيا راحة، وفيها غنى لا يجده إلا من ترك فضول الدنيا وأقتصر على اليسير من الدنيا). 

وذكر عن بعض الزهاد أنه كان يأكل بقلاً وملحاً من غير خبز، فقال له رجلقد اقتصرت على هذا ؟ فقال إني إنما جعلت الدنيا للجنة وأنت جعلت الدنيا للمزبلةيعني تأكل الطيبات فتصير إلى المزبلة، وإني لآكل لإقامة الطاعة لعلي أصير إلى الجنة). 

وذكر عن إبراهيم بن أدهم رحمه اللَّه تعالى أنه أراد أن يدخل الحمام فمنعه صاحب الحمام وقاللا تدخل إلا بالأجرة، فبكى إبراهيم وقالاللهم لا يؤذن لي أن أدخل بيت الشياطين مجاناً فكيف لي بالدخول بيت النبيين والصديقين مجاناً). 

وذكر أن في بعض ما أنزل اللَّه تعالى على بعض أنبيائه عليهم الصلاة والسلاميا ابن آدم تشتري النار بثمن غالٍ ولا تشتري الجنة بثمن رخيص)، وتفسير ذلك أن فاسقاً لو أراد أن يتخذ ضيافة للفساق فربما ينفق فيها المائة أو المائتين ويخف عليه ذلك فهو يشتري النار بثمن غالٍ، ولو أنه اتخذ ضيافة لأجل اللَّه تعالى بدرهم أو درهمين فيدعو إليها بعض المحتاجين لثقل عليه ذلك فيكون ذلك ثمن الجنة. 

وروي عن أبي حازم أنه قاللو كانت الجنة لا يدخل فيها أحد إلا بترك جميع ما يحب من الدنيا لكان يسيرا في جانبها ولو كانت النار لا ينجو منها إلا بتحمل جميع ما يكره لكان يسيرا في جانبها، فكيف وقد تدخل الجنة بترك جزء من ألف جزء مما تحب وقد تنجو من النار بتحمل جزء من ألف مما تكره). 

قال يحيى بن معاذ الرازيترك الدنيا شديد وترك الجنة أشد منه وإن مهر الجنة ترك الدنيا). 

وعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال من يسأل اللَّه تعالى الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النارفنسأل اللَّه تعالى أن يجيرنا من النار وأن يدخلنا الجنة، وأن لا يحرمنا من لذة النظر إلى وجهه الكريم مع الوجوه الناضرة الناظرة، ولو لم يكن في الجنة سوى لقاء الإخوان واجتماعهم لكان هنيئاً طيباً فكيف وفيها ما فيها من فنون الكرامات. 

وروي عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قالإن في الجنة أسواقاً لا شراء فيها ولا بيع يجتمعون فيها حلقاً حلقاً يتذاكرون كيف كانت الدنيا وكيف كانت عبادة الرب، وكيف كان فقراء أهل الدنيا وأغنياؤها، وكيف كان الموت وكيف صرنا بعد طول البلى إلى الجنة. 

وروى ثقات عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه أنه قاليرد الناس جميعاً الصراط وورودهم قيامهم حول النار ثم يمرون على الصراط بأعمالهم، فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل الريح ومنهم من يمر مثل الطير، ومنهم من يمر كأجود الخيل، ومنهم من يمر كأجود الإبل، ومنهم من يمر كعدو الرجل، حتى إذا أخرهم رجل يمر على موضع إبهامي قدميه ثم يتكفأ به الصراط، والصراط دحض منزلة حده كحد السيف، عليه حسك كحسك القتاد، على حافتيه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس فمن بين مار ناج ومن بين مخدوش ناج ومن بين مكدوش في النار، والملائكة يقولون رب سلم سلم، فيمر رجل وهو آخر أهل الجنة دخولاً فإذا جاز الصراط رفع له باب من الجنة فلا يرى له في الجنة مقعداً فإذا نظر إليها قالرب أنزلني ههنا فيقول لهفلعلك إن أنزلتك هنا تسألني غيره فيقوللا وعزتك، فينزله، ثم يرفع له في الجنة منازل فيتحاقر إليه ما أعطي مما يرى فيقولرب أنزلني هناك، فيقولفلعلك إن أنزلتك هنا أن تسألني غيره، فيقوللا وعزتك، فينزله، ثم يرفع له في الجنة حتى الرابعة، فإذا كانت الرابعة رفع له فيتحاقر إليه كل شيء أعطي فيسكت فلا يسأل شيئاً؛ فيقولله ألا تسأل؟ فيقولسألت حتى استحييت، فيقول اللَّه تعالىلك مثل الدنيا وعشرة أمثالها فهذا هو أوضع أهل الجنة منزلاً. 

قال عبد اللَّه بن مسعودكان النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يتحدث بذلك إلا ضحك حتى بدت نواجذه. 

وروي في الخبر أن نساء أهل الدنيا من جعل منهن في الجنة يفضلون على الحور العين بأعمالهم في الدنيا) قال اللَّه تعالى إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً، عُرُباً أَتْرَاباً، لأَصْحَابِ اليَمِينِ.‏ 

ليست هناك تعليقات :

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون